مقالات
وقف عن فرك عينيك في الحال
إليك السبب..
يُعد فرك العينين عادة في غاية الخطورة وقد تتسبب في مشاكل لا حصر لها مثل التهاب العيون وجفافها وتدميعها بغزارة وإرهاقها إلى جانب الحساسية وضعف الرؤية ليلًا أو عند الاستيقاظ، ولا شك أننا جميعًا نقوم بفرك أعيننا بين الحين والآخر، ولكن من المؤكد أنك ستتوخى الحذر بعد الاطلاع على المعلومات التالية.
يُعد فرك العينين عادة شائعة يعتقد الكثيرون أنها تصرف فطري طبيعي بعد الاستيقاظ من النوم، كما يعتقد البعض أن فرك العينين ينعشهما لبداية يوم جديد ويمنح الشعور بالراحة ويساعد على إزالة بعض التراكمات التي تحدث أثناء النوم، إضافةً إلى تحفيز القنوات الدمعية واستعادة الرطوبة الطبيعية للعينين، إلا أنها في الحقيقة عادة تؤدي بك إلى إلحاق الضرر بعينيك لاشعوريًا، وتتطلب الحرص الشديد.
تتسبب تلك العادة في تقرُّح القرنية ودفع مقلة العين إلى داخل تجويف العين، الأمر الذي يُعد في غاية الخطورة.
قد تكون المخاطر الناجمة عن تلك العادة مؤقتة إلا أنه لا يُستهان بها على الإطلاق، حيث إن أي ضرر بالعينين قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة مهما بدا بسيطًا، لذا نقدم لك بعض المعلومات حول تلك المخاطر والنصائح التي تساعد في تجنب المشاكل والأضرار الناجمة عن فرك العينين، تابع القراءة لتكتشف الأمر الصادم والأكثر خطورة.
ظهور الهالات السوداء
– هناك عوامل أخرى قد تتسبب في ظهور الهالات السوداء (مثل فقر الدم والحساسية وببساطة شديدة التقدم في السن)، ولعل ما يبعث على القلق هو كون طبقة الجلد بالمنطقة المحيطة بالعين – ولاسيما تحتها – رقيقة وحساسة للغاية، لذا عند فرك العينين تكون عُرضة بنسبة كبيرة إلى خدش الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة تحت سطح الجلد، مما يؤدي إلى ظهور الهالات السوداء نتيجة تدفق الدم بتلك المنطقة، الأمر ليس هينًا، أليس كذلك؟
نصيحة: إذا كنت عادة ما تلاحظ ظهور هالات سوداء تحت عينيك عند الاستيقاظ يُحتمل أن يكون ذلك نتيجة فرك عينيك أثناء النوم، ويُنصح بوضع قناع للعينين قبل النوم.
تحفيز إفراز الهستامين
– لا يمثل الأمر خطورة شديدة بقدر ما هو مُزعج، فعندما يتسلل إلى الجسم مادة تثير الحساسية يتفاعل الجسم معها باعتبارها أجسام غريبة تُشكل خطرًا عليه ويقوم بإفراز هرمون الهستامين، وتظهر أعراض حساسية العين نتيجة ذلك، حيث تشعر بالحكة والرغبة المُلحة في فرك عينينك، وإذا سبق أن تعرضت لذلك فلعلك تتذكر التهدئة الفورية التي تحدث بعدها، وبالطبع تتذكر أن هذا الشعور بالراحة مؤقت، فسرعان ما يزداد الأمر سوءًا حيث يتفاعل الجسم مع الضغط الزائد على العينين على أنه إشارة على ازدياد خطر الأجسام المضادة، وبالتالي يُفرز المزيد من الهستامين، وتشعر بحكة وتهيُج لم تتصوره من قبل.
نصيحة: يمكنك استخدام قطرات العين التي تُصرف دون وصف الطبيب كمحلول ملحي لطرد المواد المثيرة للحساسية خارج العين.
حدوث عدوى متفاقمة
– دائمًا ما نحرص جميعًا على تنظيف اليدين قبل الأكل بعد الفراغ من الأنشطة اليومية مثل استخدام ماكينة الصراف الآلي أو حتى مصافحة الأيدي خلال اجتماع عمل، ولكن عندما يتعلق الأمر بفرك العينين لا شك أننا لا نُلقي لها بالاً، أما بالنسبة لبيئة العمل فحتى وإن كانت نظيفة تتعرض اليدين بشكل يومي لالتقاط الآلاف من البكتيريا، ناهيك عن الأشياء الأخرى التي تلامس اليدين باستمرار، وقد لا نكترث لها، إلا أن من شأنها أن تنقل الجراثيم والميكروبات إلى العينين مثل العنقوديات والعقديات والجرثومة القولونية والسالمونيلا.
نصيحة: إذا كان لا بد من لمس عينيك فعليك على الأقل أن تتأكد من غسيل اليدين جيدًا بالماء الدافئ والصابون، واحرص على تنشيفهما جيدًا باستخدام منشفة نظيفة.
خدش القرنية
– يُعد فرك العينين أسوأ طريقة على الإطلاق للتخلص من التراكمات أو الحبيبات التي قد تعلق بالعينين، حيث يؤدي ذلك إلى الاحتكاك بين تلك الجسيمات وتجويف العين الرقيق، ويؤدي الاحتكاك العنيف باستخدام أداة صلبة وحادة إلى خدش القرنية في النهاية والإصابة بالاحمرار والتهيج على أقل تقدير، وقد يتسبب ذلك في ضرر بالغ يتمثل في حدوث عدوى فطرية وظهور ندوب ومشاكل دائمة في البصر.
نصيحة:اغسل عينيك بالماء لطرد الجسيمات المسببة للتهيج أو استخدم محلول ملحي مُعقم.
تندُّب القرنية
– تلك هي أقصى مرحلة من التدهور، القرنية هي الطبقة الخارجية الشفافة والحافة الأمامية من العين، فهي بمثابة غلاف للعين، وبفضل شكلها المقوس ينكسر الضوء عندها قبل أن يدخل للعين، وتعمل على تجميع الضوء وتركيزه على شبكية العين، وتساعد ألياف الكولاجين الدقيقة في الحفاظ على شكل القرنية الذي يلعب دورًا أساسيًا في أداء وظيفتها.
الآن إليك الخبر الصادم، الفرك المتكرر أو الزائد أو العنيف للعينين – الذي يطلق عليه الأطباء “متلازمة” – من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف الألياف الضرورية، مما يؤدي إلى زيادة مرونة القرنية وتحولها إلى شكل يشبه المخروط غير المتناظر، وعندما تنتفخ القرنية إلى الأمام تكون قد وصلت إلى حالة غير مرغوب فيها تمامًا تُعرف باسم “القرنية المخروطية”، وعندئذٍ تصبح الصورة الناتجة على الشبكية مشوشة وغير واضحة، وقد يتطلب الأمر زراعة قرنية.
لا تتسبب القرنية المخروطية عادةً في أي ألم، قد يصحبها انخفاض في حدة البصر فقط خلال مراحل تدهور الحالة، وقد يتم تصحيح الإبصار مبدئيًا باستخدام عدسات لاصقة خاصة بمجرد تشخيص الحالة، وإذا استمرت الحالة في التدهور يكون زرع القرنية هو الحل الوحيد.
نصيحة: لتتجنب كل ذلك فقط توقف عن ممارسة تلك العادة السيئة، فالحل في غاية البساطة.
هناك حالات أخرى تشير إلى مستوى أعلى من مخاطر فرك العينين منها الجلوكوما (تجمع الدم بين القرنية والقزحية) وخلع العدسات وحتى انفصال الشبكية،
ولأن الوقاية خير علاج في كل مرة تشعر بالرغبة في لمس عينيك أوقف نفسك، وفكر في المخاطر، واحرص على إبقاء قطرات العين في متناول اليد في جميع الأوقات، وبذلك تُبقي عينيك رطبة وتتجنب الحكة، لا شك أن التخلي عن تلك العادة أمر صعب، ولكن بذل الجهد الواعي يضمن لك تجنب مخاطر أنت في غنى عنها.